°l||l° موسوعة المفكرين الجزائرين و الادباء و الشعراء °l||l° طاهر جاووت
كاتب الموضوع
رسالة
Admin برونزي
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 07/02/2010
موضوع: °l||l° موسوعة المفكرين الجزائرين و الادباء و الشعراء °l||l° طاهر جاووت الأحد مايو 02, 2010 11:13 am
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد الله وحد نحمده ونشكره ونستعين به ونستغفره ونعود بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادية له أشهد ان لا إلاه الى الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين ربنا لا علم لنا إلا ما عمتنا إنك أنت العليم الخبير ربنا لا فهم لنا إلى ما أفهمتنا إنك أنت الجواد الكريــم ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل لي عقدة لساني يفقهوا قولي... أما بعد...
°l||l° °l||l°
الطاهر جاووت ولد بتاريخ 11 جانفي 1954، بأزفون، وتحصل على شهادة جامعية في الرياضيات والاتصال ليعمل بعدها في المجال الإعلامي، تعرض لمحاولة اغتيال يوم 26 ماي1993م وتوفي على إثرها يوم 02 جوان 1993م تاركا رصيدا أدبيا كبيرا معظمه بالفرنسية، ومن آثاره ”انقلاب شائك” ديوان شعري 1975،”العصفور المعدني” 1982، روايتا ”منزوع الملكية” و”الباحثون عن العظام” 1984، وكذا ”اختراع الصحراء” 1984، ”منتخبات شعرية جزائرية” 1984، ورواية ”العسس”.1991
طاهر أوشيحة
بدأ الطاهر جاووت مسيرته الأدبية بالشعر حيث صدرت له مجموعة شعرية لينتقل إلى الرواية، ولعل ما نلمسه خلال مطالعتنا لنصوص جاووت ذلك النبذ الشديد لكل ما هو سلطة سواء كانت إلهية دينية، سياسية أو اجتماعية كما أن كتابات الأديب مهووسة بمحورين أساسيين في جل أعماله الأدبية ألا وهما تقصي التاريخ وتقفي أثره والبحث المتواصل عن الهوية الحقة لكامل منطقة شمال إفريقيا. وقد جاءت روايته الأولى ''المسلوب'' وفية لهذين المحورين، الرواية التي تعتبر أكبر عمل للكاتب حسب رأي النقاد، وكذا بالحكم الشخصي لصاحبها، حيث قال في هذا الصدد ''إنها أول مولود لي تصادف صدورها مع ميلاد ابنتي البكر''. بالرغم من أن ولادة الرواية كانت عسيرة في تلك الفترة، فالرواية التي كتبها جاووت بين عامي 1974 و1976 لم تر النور إلا في العام ,1981 ويعود الفضل في وصولها إلى رفوف المكتبات إلى الأديب والصحفي رشيد ميموني الذي عين في فترة سابقة كعضو في لجنة القراءة التابعة للمؤسسة العمومية للنشر بصفته أديبا وصحفيا لخلق نوع من التوازن داخل المؤسسة. كما أن الرواية لم تلق اهتماما نقديا كبيرا حتى لا توقظ أبالسة الرقابة، إلا أن الرواية كرست كأكبر عمل أدبي للكاتب الصحفي بعد عقدين من صدورها، إذ أن الرواية عظيمة من حيث الشكل والمضمون، فقد تعاطى صاحب النص مع مختلف الأجناس الأدبية في آن واحد، والبحث عن الكلمة والفعل يفرض نفسه على القارئ، إذ يستحيل مطالعة النص دون اللجوء إلى القاموس للوقوف على الثراء اللغوي الذي في رصيد الكاتب. أما عن أحداث الرواية فهي تدور داخل مقصورة قطار في إحدى المدن الفرنسية المقصورة التي كانت قاعة محكمة تضم متهمين جزائريين الأصل وبالوصول إلى المحطة كان سيصدر الحكم ضدهم ليعود الكاتب والراوي في نفس الوقت إلى البحث في ذاكرته ويفهم بسرعة أنه تم سلبه مسقط رأسه ووطنه من تاريخه ومن ذاكرته، حيث يعلن سخطه على المستعمر الفرنسي ويبعث الكاهنة على لسان الكاتب ''محمد خير الدين'' الذي ذكره في الرواية مشيرا إلى الاضمحلال الأيقوني الذي تعرضت له الشخصية، كما يبعث الشيخ المقراني وثورته الشعبية وكيف كان مصيره شبيها بمصير الكاهنة حتى أن التشويه مس اسميهما، ويعود إلى حالة الجزائريين تحت وطء الاستعمار، حيث كان يطلق عليهم اسم ''الأهالي''، هذه الرواية كانت أيضا بمثابة فاتحة أو تمهيد لمجموعة روائية متشعبة المواضيع، إلا أن البحث عن الهوية في ثنايا التاريخ كان المحور الأساسي لأعماله الموالية. فرواية ''الباحثون عن العظام'' الصادرة عام 1984 كانت الأحداث تدور فيها حول شخصية رئيسية قدمت نفسها للقراء على هذا النحو'' ''أنا ابن المطماطا الصبي الباحث عن العظام..''، هذا الصبي الذي كان ضمن بعثة خاصة موجهة للبحث عن عظام من سقطوا في ساحة الوغى خلال الثورة التحريرية الجزائرية، حيث تكون تلك العظام بمثابة إثبات لمشاركة المنطقة في الثورة المجيدة وإعطائها شرعيتها التاريخية. وتأتي رواية ''اختراع الصحراء'' مهووسة بمحور تعقب التاريخ، ولكن هذه المرة بلمسة خيالية، وكانت الفكرة الأساسية لهذا النص هي ''الوقت هو الله''، حيث يعرض فيها جاووت مواجهة بين بيئتين صحراويتين، صحراء باردة متجسدة في تلك المدينة الباريسية، والصحراء الأخرى هي الصحراء الفعلية من الجزائر إلى الصحراء العربية الكبرى، حيث يستهدف الكاتب اغتيال الوقت ومن خلاله اغتيال الله، إلا أن في هذه الرواية الوقت القاتل مختلف فهو وقت الإمبريالية الرأسمالية التي فرضت نفسها كإله عالمي جديد. وتدور الرواية في أربع بيئات مختلفة أولها المدينة الباريسية تليها الصحراء المغربية ثم الصحراء العربية وأخيرا منطقة القبائل، وكان لكل بيئة أحداثها الخاصة والمنفصلة، لتبقى العلاقة الوحيدة الرابطة بين هذه البيئات هو التاريخ وفشل تخطي حواجزه والوصول إليه في سباق نحو المستحيل.
في آخر رواياته والتي نشرت في العام 1999 بعد ست سنوات من اغتياله، الرواية التي اختار لها ناشرها عنوان ''آخر صيف للعقل''، وهي ذات بعد إنساني تتناول التطرف والعنف، حيث يرصد لنا الكاتب فترة تصاعد العنف التطرفي في الجزائر بداية التسعينيات من خلال بطل الرواية الذي يدعى ''بوعلام يكر''، الذي كان يملك مكتبة، ويروي لنا الكاتب كيف حاول هذا الأخير الصمود في وجه العنف والمتطرفين الذين دعوه إلى إغلاق مكتبته، حيث دخل الجميع في ذلك التيار الذي سيطر على وجدانهم حتى أهله والمقربين منه، وبعد طول صراع مع الأفكار التطرفية وتعدد تهديدات اغتياله، يغلق بوعلام مكتبته ويدخل في حياة مؤقتة وكأنه ينتظر تغير الأوضاع وعودة المياه إلى مجاريها، واستمرار تصاعد التطرف وفرض مبادئه العمياء التي أوجدت لنفسها مبادئ خاصة وعلوما خاصة ومقولبة، وأصبح كل إبداع بدعة وكفرا ليأخذ النص نهاية مفتوحة لا يمكن أن نراهن ما سيؤول إليه المستقبل وما مصير بطل الرواية وهل سيعود الربيع؟
التجربة الأدبية للطاهر جاووت الذي رحل قبل الأوان تنم عن أفكار تخبئ للقارئ في ثناياها العديد من التجارب والأفكار بداية باللغة القبائلية التي تمثل محورا مهما في أدب جاووت الذي كثيرا ما يقوم بترجمة أفكاره من هذه اللغة إلى لغة كتابته، كما نلمس التزام الكاتب نحو عالم تميزه علاقات بشرية أفقية وليست عمودية مستبعدا بذلك كل أشكال السلطة وكذا التعلق بالهوية والتاريخ، هذا دون أن ننسى اللمسة البيوغرافية في مجمل أعماله أين يستقي الكاتب عددا من الأحداث من خلال تجربته الشخصية
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر °°°°° ضل قوم ليس يدرون الخبر
°l||l° موسوعة المفكرين الجزائرين و الادباء و الشعراء °l||l° طاهر جاووت